تُعد الشهور الأولى من حياة الرضيع مرحلة حرجة، تتطلب اهتمامًا بالغًا بتغذيته. وهنا يبرز التساؤل المتكرر: ما الفرق بين اللبن الصناعي والرضاعة الطبيعية من حيث تأثيرهما على نمو الطفل الجسدي والعقلي؟

الرضاعة الطبيعية هي المصدر الأول للتغذية عند الولادة، حيث يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تحمي الطفل من العدوى، كما يحتوي على إنزيمات تسهّل الهضم وتدعم نمو الدماغ. أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا يتمتعون بمناعة أقوى وقدرة عقلية أعلى على المدى الطويل.

أما اللبن الصناعي فهو خيار مفيد في حالات طبية أو عملية تستدعي بديلًا عن الحليب الطبيعي. يتم تطويره بتركيبة قريبة من حليب الأم قدر الإمكان، ويحتوي على البروتينات والدهون والكربوهيدرات الضرورية لنمو الطفل. لكنه يفتقر إلى المكونات المناعية التي لا يمكن تصنيعها صناعيًا.

من حيث النمو، لا يعني استخدام اللبن الصناعي أن الطفل سيكون أقل صحة، بل الأهم هو تقديمه بشكل صحيح، والحرص على المتابعة مع الطبيب للتأكد من توازن التغذية.

الأفضلية دائمًا تُمنح للرضاعة الطبيعية إذا كانت ممكنة، لكن وجود اللبن الصناعي يمنح مرونة للأمهات اللواتي لا يستطعن الإرضاع لظروف صحية أو اجتماعية.

في النهاية، المفتاح هو تقديم التغذية المناسبة، ومتابعة الطفل بانتظام، وتوفير الدعم النفسي للأم مهما كان اختيارها.